تظاهرة أمام سفارة مصر في القطاع وعريقات يطالب مبارك بالتدخل لتثبيت هدنة
القاهرة- غزة-الضفة الغربية-هدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشير المصري أمس بتصفية وزراء في الحكومة الإسرائيلية إذا أقدم جيش الاحتلال على استهداف أي من وزراء الحكومة المقالة أو قادة بالحركة. وتزامن هذا التهديد مع تهديد آخر على لسان المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو بأن انفجار قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه "قد يتم خلال اليومين المقبلين".
وعلى صعيد الأوضاع التي أفرزها حصار غزة تظاهر العشرات من أنصار حركة حماس أمس أمام مقر السفارة المصرية المغلق في حي الرمال وسط مدينة غزة للاحتجاج على استمرار إغلاق معبر رفح وحث الحكومة المصرية على فتحه، وقال شهود عيان إن حماس التي نظمت التظاهرة أحضرت خيمة كبيرة ونصبتها قبالة مقر السفارة.
ومن جانبه طلب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من الرئيس المصري حسني مبارك أمس التدخل لدى إسرائيل لتثبيت هدنة في قطاع غزة. وهو الشيء الذي أكد قيادي في حماس استمراريته رغم حالة التوتر بين الحركة ومصر حيث قال أيمن طه أمس "لم نبلغ من قبل الأشقاء في مصر بأي جديد بهذا الخصوص ومصر ما تزال تجري اتصالات بهذا الخصوص" قاصدا مسألة التهدئة.
فتح تدين العدوان على غزة
دانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" صباح أمس التصعيد الإسرائيلي و"المجزرة" التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني في مخيم البريج وسط قطاع غزة وأدت إلى مقتل تسعة فلسطينيين معظمهم من الأطفال وإصابة العشرات بجراح ما بين متوسطة وخطيرة وقالت الحركة في بيان صحافي "إن هذه الجرائم تأتي ضمن مربع العنصرية الإسرائيلية بحق شعبنا، والهادفة لقتل أي فرصة ممكنة تلوح في الأفق لعملية السلام وإنهاء الاحتلال"، مؤكدا أن إسرائيل "ما تزال غير مهيأة وليست جاهزة لدفع الاستحقاقات المترتبة على إنهاء الاحتلال".
وطالبت الحركة كافة المؤسسات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي بأخذ دوره في حفظ الأمن والسلام العالمي، ووقف "جرائم" إسرائيل التي ترتكب بحق الأطفال، الفلسطينيين كما دعت اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الاميركية إلى إدانة هذه الجرائم، وإلزام الجانب الإسرائيلي بوقف الاستخفاف بحياة الفلسطينيين.
عريقات: المساس بالأمن المصري مرفوض
ومن جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عقب اجتماعه بأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى بمقر الجامعة في القاهرة "طلبنا من مصر أن تستمر في جهودها من أجل تثبيث الهدنة في قطاع غزة".
مؤكدا أن "هذا الطلب جاء بناء على تكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لما في ذلك من خدمة للمصالح الفلسطينية العليا".
وأضاف عريقات ان "كارثة إنسانية ستتحقق إذا ما قررت إسرائيل اقتحام قطاع غزة لانه أكثر مكان مكتظ بالسكان في العالم ويعاني انقطاع الكهرباء والمياه وهي أمور مسلطة على رقابنا ولذا لا بد من تهدئة متبادلة ومتزامنة في قطاع غزة".
ومن ناحية أخرى حذر عريقات "من العبث بالامن القومي المصري قائلا إن "المساس بالامن القومي المصري أمر مرفوض ولا يجوز على الاطلاق".
وقال إن السلطة الفلسطينية "تريد تثبيت التهدئة في تلك المرحلة لحماية أبناء شعبنا في غزة وجميع الفصائل الموجودة بها" معربا عن أمله في أن تتعاون "جميع الفصائل في غزة مع الاشقاء في مصر لتحقيق ذلك".
وحول موافقة السلطة الفلسطينية على قيام حركة المقاومة الاسلامية حماس المسيطرة على قطاع غزة بتوقيع هذه الهدنة مع إسرائيل قال عريقات إن "الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة شعب واحد وحماس حركة فلسطينية فازت في الانتخابات لكنها ارتكبت خطأ استراتيجيا".
وأضاف أن " تحدينا الان هو الاحتلال الاسرائيلي ومهمتنا حماية الشعب الفلسطيني ضد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة كما طلبنا حماية دولية ولذلك طلبنا من مصر مساعدتنا في تثبيت التهدئة في قطاع غزة أولا".
وحول رؤيته بشأن اللقاء المرتقب بين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس والرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر قال عريقات "لا أحد يستطيع أن يساعدنا ما لم نساعد أنفسنا" مؤكدا على ضرورة التمسك بالمبادرة اليمنية التي تدعو للمصالحة بين الاطراف الفلسطينية وصدر قرار بها في قمة دمشق الاخيرة.
طه: الاتصالات مع مصر مستمرة
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أيمن طه أمس إن الاتصالات مع مصر مستمرة ولم تنقطع وعلى أعلى المستويات الأمنية والسياسية لا سيما مع مدير المخابرات الوزير عمر سليمان والوكيل عمر القيناوي والوفد المصري، موضحا أن آخر هذه الاتصالات كانت بالامس وقبل يومين، وجرى خلالها مناقشة الأوضاع على الساحة الفلسطينية في كافة المجالات خاصة موضوع التهدئة.
وجدد طه موقف حركته من تحقيق التهدئة مع إسرائيل قائلا "ان التهدئة يجب أن تكون شاملة ومتزامنة ومتبادلة بالإضافة إلي إنهاء الحصار المفروض على غزة وهذا هو موقفنا وإذا أرادت إسرائيل فرض الشروط فهذا يعني أنها تخطط لجريمة كبرى في غزة".
وأضاف أنه لا يستبعد بأن تقوم إسرائيل بتصعيد الموقف عسكريا في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه "في حال تخلى العدو عن التهدئة فإن المنطقة ستكون مقبلة على تصعيد واضح ونحن أعددنا العدة جيداً وسيدفع الاحتلال ثمنا باهظاً".
وفيما يتعلق بالوضع على الحدود مع مصر وإذا ما كانت الحركة تراجعت عن تهديداتها بشأن "انفجار الاوضاع لتمكين الفلسطينيين من عبور الاراضي المصرية، قال طه "انه لا يوجد موقف للحركة من اجل اقتحام الحدود أو المعبر، مشددا على أن هذه القضية عارية تماما عن الصحة".
وشدد طه على أن العلاقة مع مصر تاريخية وايجابية وبناءة، وأضاف "ان المصريين يؤكدون دوماً أنه لا علاقة لهم بالحصار مطالبين الفلسطينيين بالتوافق على رؤية لإدارة معبر رفح".
النونو: انفجار الأوضاع خلال يومين
ومن جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو بأن انفجار قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه "قادم لا محالة وقد يتم في أي لحظة خلال اليومين القادمين".
وقال النونو في مؤتمر صحافي عقد في غزة ظهر أمس "الانفجار يمكن ان يقع في أي لحظة .. ولا احد يمكن أن يضع موعدا نهائيا للانفجار، فربما بعد ساعات أو بعد يوم أو ربما يومين، لكننا نحذر من أن انفجار الشعب الفلسطيني قادم وان حالة الغليان في حال انفجرت لا يمكن السيطرة عليها، وستكون موجهة ضد الاحتلال الاسرائيلي وحده".
وتابع بالقول "قرر الشعب الفلسطيني إنهاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة". مضيفا أن الحصار "لم يعد مقبولا استمراره بأي شكل من الاشكال".
واضاف بالقول إن "الحكومة تدعم هذا التوجه"، مشددا على حق الفلسطينيين في مواجهة "الظلم والمقاومة والدفاع عن نفسه بكل الوسائل".
وردا على تصريحات مصدر مصري مسؤول بشأن موضوع التهدئة قال النونو "نحن لا نتعامل مع مصادر مسؤولة ونتعامل مع جهات بعينها في القيادة المصرية ونقول إن من يتحمل مسؤولية هذا الحصار وعدم التوصل إلى التهدئة هو الاحتلال الإسرائيلي". وقال "إن الكرة الآن في ملعب الاحتلال، ونحن طرحنا تهدئة متزامنة ومتبادلة تشمل وقف العدوان وإنهاء وكسر الحصار على الشعب الفلسطيني فهذه شروط الشعب وليست شروط حركة بعينها، ولا يمكن أن نقبل بأقل من هذه الشروط".
البطش: نطالب مصر بفتح المعبر
ومن جهتها طالبت حركة الجهاد الإسلامي مصر أمس بضرورة تفهم حاجة الشعب الفلسطيني لكسر الحصار وفتح المعابر بسبب ما يعانيه من عدوان إسرائيلي "يهدف لإنهاكه ودفعه للاستسلام وقبول الحلول الهزيلة".
وقال خالد البطش القيادي في الحركة في بيان صحافي "إن شعبنا الرافض للحصار يدرك انه من إنتاج اللجنة الرباعية والعدو الصهيوني وقد كانت عملية كسر الحصار التي شاركت فيها سرايا القدس تأكيدا لهذا الفهم".
وطالب البطش بدور عربي إسلامي مصري على وجه الخصوص في إنهاء الحصار وفتح المعابر ومساعدة الشعب الفلسطيني في الوصول لأهدافه المشروعة في العودة والحرية والاستقلال.
وأضاف "أن معاناة شعبنا وحصاره وعلاقاتنا مع مصر يجب آلا تكون أداة بيد المتربصين الذين يبحثون ويسعون لخلق أزمة بيننا وبين الشقيقة مصر حيث يدركون في مصر أهمية غزة بالنسبة لأمنهم القومي".
المصري: سنرد على استهداف قادتنا بالمثل
ومن جانبه قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشير المصري أمس "ان أي حماقة إسرائيلية باستهداف قادة أو وزراء من حماس او وزراء الحكومة المقالة سيرد عليها بالمثل".
وأضاف المصري بالقول "أمام تهديدات رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك باستهداف الوزراء والنواب والقيادات الفلسطينية في قطاع غزة، أو استهداف رئيس الوزراء اسماعيل هنية، أو أي قيادي .. فإن الرأس بالرأس والوزير بالوزير على يدي كتائب القسام" الذراع المسلح لحركة حماس.
وحذرالمصري إسرائيل من الإقدام على تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة قائلا "إن المقاومة ستجعل غزة مقبرة لجنوده"، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن " تهديدات إسرائيل لن تخيفنا ولن ترهبنا.. وحماس والمقاومة ستدافع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحة، وهي تتحمل التداعيات الخطرة المترتبة عن أي تصعيد".
مستشار فياض: التصعيد في غزة يحرجنا
ومن جانبه أكد مستشار رئيس حكومة تسيير الأعمال في مدينة رام الله لشؤون القدس حاتم عبد القادر أمس، إن استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة من شأنه أن يحرج القيادة الفلسطينية التي تفاوض إسرائيل.
وقال عبد القادر في تصريحاتٍ إذاعية "رغم الانشقاق في صفوف الفلسطينيين، إلا انه لا يمكن أن تنأى حكومة رام الله بنفسها عما تتعرض له غزة من عمليات عسكرية إسرائيلية مستمرة".
وأشار إلى أن أفق المحادثات الجارية مع الإسرائيليين مسدود إلى حد ما، متهما في الوقت ذاته حركة حماس بـ"عرقلة" الجهود المبذولة من اجل تخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين في قطاع غزة.
خبير: هدف الحصار المزيد من التنازلات
وأكد الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية مأمون أبو عامر أمس أن الهدف الإسرائيلي من حصار قطاع غزة، إضعاف "المقاومة" والشعب الفلسطيني وحركة حماس لتقديم المزيد من التنازلات.
وقال أبو عامر في حوار لوكالة "قدس نت" للأنباء الفلسطينية "ان إسرائيل تسعى على المدى القريب لإضعاف حركة حماس في القطاع ووضعها في حالة صدام مع الشعب الفلسطيني، أما على المدى البعيد فهي تسعى لإضعاف الشعب الفلسطيني وإجباره علي الرضوخ لمطالبها، وتقديم تنازلات".
وأضاف "ان إسرائيل تسعى لتحقيق ذلك من خلال عدة أساليب منها زيادة الحصار المستمر والعمل على تشديده لإحداث وقيعة بين الشعب الفلسطيني ومصر من خلال كسر الحدود، وإحداث انقسام عربي ليس على صعيد الشعب الفلسطيني فقط".
وأشار أبو عامر إلي أن المحللين الإسرائيليين عقب عملية ناحل العوز أجمعوا على عدم تشديد الحصار على القطاع أكثر من ذلك، معللاِ السبب من وراء ذلك أن إسرائيل تريد الحفاظ على التوازن في المنطقة لصالحها، واستمرار الوضع على ما هو عليه، وذلك بسبب قرب زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة بمناسبة تأسيس إسرائيل.